من النادر أن تصادف لعبة تستطيع في غضون ساعتين ونصف أن تترك أثرًا عميقًا في النفس، ولكن “Copycat” فعلت ذلك بامتياز. تُعتبر هذه اللعبة الأولى للمطور الأسترالي-الأوكراني Spoonful of Wonder، وقد نجحت في تقديم تجربة فريدة تمزج بين البساطة والعمق العاطفي.
على الرغم من بساطة الرسومات والتصميم الفني، إلا أن عالم “Copycat” ينبض بالجمال والدفء والذكريات. التصميم البسيط يخدم الغرض بشكل مثالي، حيث يجعلك تشعر بالانتماء إلى هذا العالم ومرافقة القطة Dawn في رحلتها المؤثرة. التفاصيل الصغيرة في البيئة تضيف لمسة خاصة، مما يجعل التجربة بصرية ممتعة ومريحة للعين.
الموسيقى والصوتيات
الموسيقى في اللعبة جميلة وتعزز الجو العام، لكنها تكررت بشكل مزعج في بعض الأحيان. كان من الممكن تحسين التجربة السمعية بتقديم تنوع أكبر في المقاطع الموسيقية لتجنب التكرار الذي قد يشتت انتباه اللاعب.
القصة والشخصيات
القصة هي جوهرة “Copycat” وتُعتبر رحلة عاطفية تستكشف مواضيع الانتماء، الفقدان، والحب. تبدأ القصة بتبني القطة Dawn من ملجأ الحيوانات، حيث تعرضت سابقًا للتعنيف والإهمال. تلتقي بعجوز حنونة فقدت قطتها السابقة وتعاني من مرض يحد من عمرها. تصبح Dawn ملاذها الوحيد في وحدتها، وتتطور العلاقة بينهما بشكل مؤثر.
تتناول اللعبة بعمق موضوع الرفض وكيف يمكن للعلاقات التي نبنيها في البداية أن تتحول وتؤثر علينا. عندما تبدأ مواضيع الرفض بالظهور بشكل بارز، تتحول اللعبة من تجربة دافئة إلى قصة تحمل ثقلًا عاطفيًا كبيرًا.
الأحداث الرئيسية والمشاهد المؤثرة
تشهد القصة عدة أحداث مؤثرة، منها دخول العجوز في غيبوبة، وطرد القطة من المنزل بعد أن خربت الجدران بالأصباغ والخربشات. تبدأ Dawn رحلتها في العودة إلى منزلها، مواجهةً المخاطر والتحديات في الشوارع، مثل مطاردة الكلاب والخوف الشديد. تتذكر الوعد الذي قُدم لها بحمايتها وتوفير ملاذ آمن، مما يدفعها للاستمرار.
المواجهة بين Dawn والقطة الأصلية كانت لحظة حاسمة. تُدرك العجوز خطأها عندما تكتشف أن Dawn هي القطة التي كانت تبحث عنها حقًا. النهاية السعيدة التي تجمعهما مرة أخرى كانت خاتمة جميلة ومؤثرة للقصة.
أسلوب اللعب والتحكم
على الرغم من أن أسلوب اللعب سلس وممتع، إلا أن التحكم كان مزعجًا في بعض الأحيان، والكاميرا قد تتحرك بشكل غير منطقي، مما يسبب بعض الإحباط. لكن هذه العيوب لم تكن كافية لتفسد التجربة العامة، حيث يعوض التنوع في المهام والتحديات عن هذه المشاكل.
المشاكل التقنية
واجهت بعض المشاكل التقنية مثل هبوط غير مبرر في معدل الإطارات، والتفاف أيدي الشخصيات بشكل غريب. هذه المشاكل كانت تشتت الانتباه في بعض الأحيان، لكن النصوص والحوار كانت واضحة وسلسة، مما ساعد في الحفاظ على تجربة اللعب.
المشاعر والانطباعات
النهاية كانت جميلة وأثرت علي عاطفيًا. شعرت بالرضا والإشباع، وتمنيت لو كانت اللعبة أطول لأستمتع بمزيد من هذه القصة الجميلة. أثرت اللعبة علي عاطفيًا وجعلتني أفكر في مواضيع الوحدة، الرفض، الحب، والتعافي من الماضي. على الرغم من عدم وجود قيمة كبيرة لإعادة اللعب بسبب عدم إمكانية تخطي المشاهد السينمائية، إلا أنني متحمس لأي جزء جديد أو محتوى إضافي في المستقبل.
المقارنة مع ألعاب أخرى
قد يُقارن البعض “Copycat” بلعبة “Stray”، لكن هذه المقارنة غير عادلة، حيث أن “Stray” تم تطويرها بواسطة فريق أكبر وبميزانية أكبر. “Copycat” تميزت بطريقتها الخاصة وقدمت تجربة فريدة تستحق التقدير.
التوصية والخلاصة
أوصي بهذه اللعبة لمحبي القطط، والقصص العائلية، والتجارب العاطفية العميقة. إنها تذكرة جميلة لعيش تجربة مختلفة، تقدم رسالة عن كيفية تعايش القطة بين الحياة البرية والحياة المنزلية، وكيف يمكن للوحدة والرفض أن يؤثرا على الكائنات، سواء كانت بشرًا أم حيوانات. اللعبة تبرز أهمية الحب والانتماء، وكيف يمكن لكائن صغير أن يغير حياتنا للأفضل.
الإيجابيات
- قصة عاطفية مؤثرة.
-
- رسومات جميلة وبسيطة.
-
- تنوع كبير في المهام.
- نصوص وحوارات سلسة.
السلبيات
- مشاكل في الأداء
- تكرار مزعج للموسيقى.
- التحكم والكاميرا غير مريحات
على الرغم من بعض العيوب التقنية والمشاكل البسيطة، إلا أن القصة العميقة والسرد العاطفي يجعلان “Copycat” تستحق التجربة بلا شك. إنها لعبة ستبقى في الذاكرة، وتجعلك تتطلع إلى ما سيقدمه المطور في المستقبل.