اليوم، مقابلتنا مع أحد أهم الأشخاص في مجتمع الألعاب العربي، وخصيصًا مجتمع Xbox. طرحنا عليه بعض الأسئلة، وفي البداية دعونا نرحب به. والآن سيعرفنا عن نفسه.
من هو عمر؟
اسمي عمر أبل وحسابي على شبكة الاكسبوكس هو Riffai وعمري 37 عاما، وأنا من الرفاع بمملكة البحرين. ولاعب وجامع للإنجازات على منصة الاكسبوكس منذ 11 فبراير 2006، ودخلت عالم الاكسبوكس رسميا منذ أكثر من عشرين عاما وتحديدا في 16 ديسمبر 2001 وهو اليوم اللي قد حصلت على جهاز اورجنل اكسبوكس مع لعبتين من محل الألعاب اللي كنت اتعامل معه دائما في ذلك الوقت. ومن ذلك اليوم، ألعب فقط على منصة الاكسبوكس، سواء على الجهاز المنزلي، أو الكمبيوتر أو على الأجهزة المحمولة، شرط ان تكون بنظام ومكتبة ألعاب الاكسبوكس حتى اجمع اكبر قدر من الإنجازات والغيمرسكور بقدر المستطاع.
حاليا أنا متصدر قائمة أعلى غيمرسكور في الوطن العربي (منذ اكتوبر 2019) وأنا بمركز الرابع عالميا بالغيمرسكور. وأيضا متصدر قائمة أكبر عدد من الإنجازات المحصلة وأكبر عدد من الألعاب المنهية في الوطن العربي وأيضا لاعب أكبر عدد من الألعاب مقارنة بكل اللاعبين في الوطن العربي ولدي عدد لا بأس به من الألعاب اللي قدرت انهيها كأول شخص بالعالم حسب الموقع المعترف به عالميا وهو True Achievements.
كيف بدأت رحلتك مع عالم الألعاب؟
بداية رحلتي بعالم الألعاب قد تكون من أقدم ذكريات الطفولة لدي، معظم ذكريات الطفولة لدي تتضمن اللعب على أجهزة ألعاب الفيديو أو متعلقة بشكل غير مباشر عن الألعاب. فمن أقدم الأجهزة اللي لعبتها من اللي اتذكرها واللي كانوا يمتلكونها اخواني الكبار هو جهاز الكومودور 64، فممكن أن تستنج أني قد أحببت لعب ألعاب الفيديو من أول تجربة لي ومرورا بجميع الأجهزة ومنها الأتاري والصخر وجهاز العائلة أو الفميكوم وحتى الأجهزة المحمولة مثل القيمبوي والقيم قير. وألعاب الأركيد لها معزة خاصة بالقلب. ما أحلى تلك الأيام.
لماذا أنت مهتم بمنصة Xbox؟
أنا مهتم بمنصة Xbox لأني شعرت بأنني قد عثرت على المنصة اللي ممكن أن أعتبرها هي منصتي الأساسية. سابقا، كنت مستمتع بالأجهزة اللي سبقت الاكسبوكس من ناحية ألعابها فقط، ولكن بعد قدوم جهاز الاكسبوكس الأولي، انبهرت بمدى روعته، وبتقدمه التقني، وبقوة ألعابه ودرجة التفاعل في اللعب عبر الشبكة أو بما كان يسمى بال Xbox Live مع مختلف الجنسيات والأعمار من اللاعبين حول العالم. أيقنت في تلك الفترة ان الاكسبوكس هو مستقبل الألعاب وخصوصا أنه مدعوم من مايكروسوفت، يعني لديها القدرة المالية بتحقيق احلامنا كلاعبين. ولحسن الحظ المنصة اللي اخترتها وهي الاكسبوكس صاحبها أفضل مجتمع لاعبين وخصوصا لاعبينا العرب. وقد أكون لي دور ولو بسيط في ذلك. كيف؟ أنا من أول الناس اللي علمت اللاعبين العرب كيفية الاشتراك عبر شبكة Xbox Live بشكل غير رسمي عبر المنتديات بعد اكتشافي طريقة تسمحلك اللعب عبر الشبكة حتى لو كنت تلعب في منطقة غير مدعومة. أرجو أن لا تخبروا مايكروسوفت بذلك.
كيف تجد التوازن بين الألعاب والالتزامات اليومية؟
أعتقد أن أي لاعب يحب الألعاب ويعتبرها هوايته الأولى راح يحاول أن يخصص أكبر قدر ممكن من الوقت لها، لأنه على يقين بأن الالتزامات اليومية لن تنتهي. والألعاب تذهب وتأتي واذا كنت من الاشخاص اللي تريد أن تشارك مع غيرك من اللاعبين، تتحدث وتناقشهم عن الألعاب وخصوصا الألعاب الجديدة والمشهورة. هذا الصراع في التوازن مستمر حتى لو فعليا وفكريا خصصت عدد ساعات محددة للعب. سيأتي يوم وتقول: لا هذا لا يكفيني. وأنا شخصيا أعاني من هذا الشيء.
هل كانت هناك لعبة محددة أو تجربة تلهمك؟
الألعاب القصصية هي مصدر إلهام قوي لي، إذا المطور استغلها بدون حدود أو حواجز. فكثير من الأحيان لما أنهي لعبة واشوف القصة كاملة وأعيش أجوائها، احس بالنهاية أنها ناقصة ذلك الدافع اللي قد يدفعك من على الكرسي أو يمنعك من النوم لأن أحداثها قد لعبت بعقلك وتفكيرك ولا تستطيع تخطيها وتكون مؤثرة عليك عاطفيا. فأتمنى من المطورين عدم تقييد ابداعهم القصصي بحدود التصنيفات العمرية للألعاب بحجة الوصول إلى أكبر شريحة من اللاعبين. فأنا أريد أن اخوض تجارب تتعدى مستوى الأفلام والمسلسلات الكبيرة من التأثير القصصي، وأرى هناك مجال كبير لوصول الألعاب القصصية لذلك المستوى.
ما هي ألعابك المفضلة بغض النظر عن Acheviments Hunter؟
ألعابي المفضلة هي ألعاب قتال الشوارع أو بما تسمى Beat’em Up منها أفضل لعبة لعبتها بحياتي وهي Streets of Rage 2 وأفضل أيضا ألعاب القتال كاستريت فايتر ومورتال كومبات وتكن وطبعا أحب ألعاب المصارعة، أعشقها كما تعشقون أنتم ألعاب كرة القدم! واستمتع بألعاب الزومبيز وخصوصا سلسلة Dead Rising، ولا أنسى الألعاب القصصية مثل سلسلة Alan Wake وألعاب Telltale Games و Life Is Strange، وأجد المتعة والمنفعة في ألعاب الحركة مثل Just Dance وألعاب الكنكت، لأنها تساعد على الحركة وخسارة الوزن وزيادة النشاط. وألعاب شخصيات مارفل أو ديسي ما تحتاج أي شرح، خصوصا اللي يتابعهم على وسائل الترفيه الأخرى يعرف مدى روعتهم. وأفضل ألعاب البلاتفورمر مثل كراش و جيكس و Looney Tunes وألعاب الاكشن والمغامرات مثل سلسلة تومب ريدر وألعاب point & click مثل سلسلتي Broken Sword و Monkey Island. واختمها بالألعاب الكلاسيكية بشتى أنواعها، لأنها نقطة ضعفي! ألعاب الزمن الجميل او ما نسميها بألعاب الطيبين.
ما هو الشيء الذي ألهمك ودفعك للبدء في هذا الإنجاز؟
الإلهام هنا اتى بشكل مراحل، أول شيء كان تحدي بيني وبين المتصدرين في قائمة اصدقائي للغيمرسكور على الاكسبوكس 360. وعندما تخطيتهم، نظرت إلى قائمة المتصدرين على موقع True Achievements وكنت أتخيل نفسي انه بيكون احساس رائع اذا وصلت للصفحة الأولى من القائمة وهي أعلى 50 لاعب عالميا بالغيمرسكور. وبعد ما وصلت إلى مركز 50، قلت ماذا لو وصلت إلى مركز 20؟! يعني كل ما أصل إلى هدف، اسأل نفسى ماذا بعد؟ وماذا بعد؟ وماذا بعد؟ إلى أن وصلت لمركز الرابع عالميا بالغيمرسكور. فهل الوصول إلى مركز الأول عالميا بالغيمرسكور شيء مستحيل؟ كلا، ولكن صعب جدا. وممكن يحتاج إلى جهد وتفرق أكثر والاستمرار وعدم فقد الأمل.
ما هي أكبر تحدياتك في رحلتك لتحقيق المرتبة الأولى في Gamerscore في الشرق الأوسط؟
التحديات في ذلك الوقت أبرزها، الألعاب السهلة والقصيرة في انهائها وجمع اكبر قدر من الانجازات و الغيمرسكور في فترة وجيزة كانت قليلة جدا مقارنة مع العدد الهائل منها الآن، وأيضا الملل الذي كان يصاحبني في بعض ألعاب التختيم وخصوصا في الألعاب اللي أكون غير مهتم فيها أو نوعها لا تناسبني، فكنت استمع لبودكاستات قنوات الألعاب المفضلة لدي لما ألعب هذه الألعاب دام أنها لا تتطلب تركيز كثير فيها وتساعدني بشكل كبير. وأقل تحدي كان له تأثير شبه معدوم بالنسبه لي، اللي ممكن البعض يراه أكبر تحدي وهو الاستطاعة المادية. فشراء هذه الألعاب سواء كانت جديدة أو مستعملة بغرض جمع الإنجازات والغيمرسكور فقط، مكلفة وقد لا تكون كافية للبعض حتى يقتنع بشرائها والاستثمار بوقتها.
ما هي توقعاتك لصناعة الألعاب بعد الأخبار في هذه الأيام؟
الأخبار التي ظهرت في هذه الأيام اقدر أقول عنها بأنها تبرهن شيئا فشيئا توقعاتي لمستقبل صناعة عالم الألعاب، ولو أنها متجهة بسرعة أكبر من اللي أنا تصورته، ولكن بلا شك ان مستقبل صناعة الألعاب محتوم على أنه يكون أكثر انفتاحا وتقبلا لدى شركات الطرف الأول لنشر ألعابهم على أكبر قدر من المنصات الأخرى. لاحظنا جيلا بعد جيل، تكاليف تطوير الألعاب تزيد بمبالغ خيالية والأرباح والعوائد المحققة في منصة واحدة منها لا تعد تكفي هذه الشركات للاستثمار أكثر فيها، فنسمع أخبار عن التسريحات واغلاق الاستوديوهات أكثر بكثير عن ما اعتدنا عليه! انه لشيء محزن ما يحدث بعالم صناعة الألعاب، ولكن هذا هو الواقع الذي نعيشه. فالحل لهذه الشركات هي التوسع والوصول إلى منصات جديدة لكي تصل إلى أكبر عدد من اللاعبين. وهناك حقيقة لا بد أن لا نحاول إنكارها، اللاعبين الآن أصبحوا أكثر عنادا في البقاء على منصتهم المفضلة ويفضلون الإنتظار للعب الألعاب فقط اذا جات إلى منصتهم الرئيسية، وخصوصا الذين بنوا مكتبة ألعابهم ولديهم عدة إنجازات وتروفيات يفتخرون فيها ولا يستطيعوا ترك أصحابهم، فلا يريدون إعادة ما بنوه وما حققوه على المنصات الأخرى. فكيف لشركات الطرف الأول أن تصل إلى هذه الشريحة الكبيرة من اللاعبين اللي من المستحيل جلبهم إلى منصتهم؟ عن طريق نشر ألعابهم إلى منصاتهم المفضلة. وبذلك تقل الحصريات أو تنعدم كليا وتبقى المنافسة بينهم على الخدمات والألعاب المتوفرة على أنظمتهم وخدماتهم. بالمستقبل ممكن لا نطلق عليهم مسمى شركات الطرف الأول، بل ممكن يكون هناك مسمى جديد لهم مثل شركات الأنظمة و المنصات أو ما شابه ذلك تبعا لتغير طبيعتهم والخروج من الفكر التقليدي والقديم. وإحنا كلاعبين لا بد أن نرى الأمر من جانب الإيجابي والإ لن نستمر بالاستمتاع بهذه الهواية إللي حبيناها طوال أعمارنا.
لو أصبحت مثلاً رئيسًا لـ Xbox الشرق الأوسط، ما هي الأشياء التي في بالك التي تساعدك في ذلك؟
بالماضي البعيد كنت أشوف أن هذا الأمر مستحيل، ولكن بعد عقود من الزمن كلاعب بالاضافة إلى حصولى على شهادة بالادارة وسنوات الخبرة اللي اكتسبتها في مجال عملي الحالي ومراقبة وأخذ الملاحظات الكبيرة والصغيرة لمدراء Xbox في اداراتهم وقراراتهم، وصلت إلى مرحلة من الثقة اللي أحس إني أقدر أقدم شيء يسر اللاعبين، بل قد يصلون إلى درجة الفخر اذا اتاحوا لي المجال. في الأول وفي الأخير، أرى نفسي كلاعب. حالي من حال لاعبين المجتمع العربي. ودعمهم المتواصل دائما أقدره وأحمد ربي عليه. هذه بالنسبة لي أهم وأغلى إنجاز عندي. بدعمكم وبصوتكم ممكن يصل إلى الادارة العليا بمايكروسوفت ويصبح الحلم حقيقة.
كيف يمكن للمجتمع العربي إثبات نفسه في مجتمع الألعاب العالمي؟
مجتمع اللاعبين العربي، لا يحتاج إلى إثبات نفسه اليوم، فقد وصلوا وتعدوا بطولات عالمية في عدة ألعاب. وسوق الألعاب بالعالم العربي أصبح من أقوى وأهم الأسواق العالمية للألعاب وكذلك أصبح محل جذب لكبار شركات الألعاب من دعم محلي لألعابهم، سواء من ناحية ترجمة ودبلجة الألعاب، أو من توفير خوادم محلية أو من فتح استوديوهات وفروع لتلك الشركات لدينا.
هل لديك نصائح للشباب الذين يطمحون لتحقيق نجاح مماثل في مجال الألعاب؟
ربما بإتباع نفس خطواتي في تحقيق الإنجازات كما ذكرت مسبقا. ولكن أعلم هذه النصيحة قد لا تنفع مع الكل. وهناك عدة قنوات على اليوتوب وحلول متوفرة كما في موقع True Achievements اللي تسهل عليكم الحصول على جميع الإنجازات وتحقيقها لعدد كبير من الألعاب مهما اختلفت درجة صعوبتها وتساعد في انهاء الألعاب بسرعة وبكل فاعلية. ومجتمع لاعبين الاكسبوكس يحب مساعدة الغير في الألعاب، فلا تمتنعون عن السؤال وطلب المساعدة في الألعاب اذا احتجتم إلى ذلك. ولكن أحب أن أذكركم، اذا أنا استطعت تحقيق كل هذه الانجازات والوصول إلى هذه المراكز فأنتم تستطيعون أيضا وتصلون إلى مراكز أعلى.
كلمة أخيرة من عمر.
وفي الختام، أود أن أقدم جزيل الشكر لموقع وفريق عمل Iraqi Xbox على استضافتي في هذه المقابلة المشوقة واتمنى لهم كل التوفيق والنجاح. ويسعدني ويشرفني أن أكون لست ممثلا فقط، بل كلاعب أيضا بين أخواني وأخواتي في مجتمع لاعبين العرب هذا اللي ما له مثيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.