بعد عشر سنوات من إصدارها الأصلي، تعود لنا لعبة Freedom Wars بنسخة محسنة، لتُعيد طرح عالم مستقبلي منهارٍ تتنازعه الموارد المحدودة، حيث يصبح “الخطيئة” والميلاد وجهين لعملة واحدة. تسعى اللعبة لتقدم لمسة جديدة على النمط الذي يجمع بين صيد الوحوش “Hunting Action” والعناصر التعاونية ضمن تجربة آكشن سريعة الوتيرة.
القصة والعالم
تدور أحداث القصة في مستقبل موحش، بعد أن استُنفدت موارد الأرض، وعلى ما تبقى من البشر أن يستمروا بالحياة تحت قسوة أنظمة قانونية صارمة. يولد الجميع تحت حكم مسبق بعقوبة سجنٍ قد تصل إلى مليون عام، ويدعى كلّ منهم “الخاطئ”. تتفرع المهام من قاعدة خلفية تقول إنّ المجتمع بات يحكم على أفراده دون رحمة، وإنّ أي مخالفة تزيد من سنوات العقوبة. حتى التحرك بزنزانتك أكثر من اللازم قد يُضاف إلى حكمك! في الوقت نفسه، لا تأخذ Freedom Wars نفسها بجدية مبالغة؛ إذ توجد لحظات طريفة وفكاهية وسط مشاهد درامية متوترة، والفضل يعود بالدرجة الأولى لشخصيات ثانوية لطيفة مثل “ماثيثس” و”بيتريسا”.
على الرغم من تميز القصة من حيث الفكرة والخلفية، لكن قد يشعر البعض بأنها لا ترقى إلى ما يمكن بلوغه من هذا المفهوم الغني؛ فهناك رغبة بأن تتعمق أكثر في تفاصيل حياة “الخاطئ” وارتداداته النفسية. ومع ذلك، لا تزال أجواء اللعبة تأسر عشاق العوالم المدمرة المشبعة بالرمادية والمستقبل المجهول.
اسلوب اللعب والمهام
في جوهرها، تعد اللعبة عنوانًا من نوع “Hunting Action” أقرب إلى “Monster Hunter” و”God Eater”، حيث يُكلَّف اللاعب بمهمات رئيسية لقتال مخلوقات ضخمة تُسمى “المختطفين” (Abductors). لكن الحرية في التصميم تظهر من خلال الأهداف التي لا تقتصر على القضاء على الوحوش فحسب، بل تشمل أيضًا تحرير مواطنين أسرى لدى تلك الكائنات أو التنافس مع فرق ومدن أخرى تطمح إلى الغاية نفسها.
ينطوي نظام القتال على التركيز في اقتناص أجزاء محددة من الوحش لتقصير المعركة، ما يخلق جانبًا استراتيجيًا يستحسنه محبو ألعاب الصيد. يبرز دور أداة “Thorn” (أو الـGrapple) التي تساعدك في التعلق بالأعداء، أو التنقل بسرعة حول الساحة. ومع أنّك قد تجد تشابهًا مع ألعاب الصيد الأخرى، فإن خاصية إنقاذ المدنيين وأسلوب تحريك اللعبة يحافظان على هوية مختلفة. قد تُنهي بعض المهمات بدقائق معدودة، لتنتقل سريعًا إلى أخرى أكثر تعقيدًا.
تضم اللعبة أنواعًا عدة من المهام: من مهام أشبه بـ”الاستيلاء على العلم” إلى تدمير أهداف محددة أو الدفاع عن نقطة ما. كلها محددة بوقت معيّن، مما يزيد الإلحاح والحركة السريعة. المشكلة هنا أن كثيرًا من الخرائط، رغم تميّزها، تعاد أكثر من مرة بشكل قد يشعر اللاعب بالتكرار.
القوائم والتخصيص
تمنحك اللعبة حرية كبيرة في جمع الموارد وصناعة الأسلحة، إلى جانب تعديل شخصيتك بما يشمل تسريحات الشعر وملامح الوجه وحتى القدرات. إلا أن وفرة الأنظمة تسببت في ازدحام القوائم بشكل مبالغ فيه: بين غرفتك وقوائمها المعقّدة، ستضيع أحيانًا في البحث عن مكان تطوير الأسلحة أو تسليم مواردك.
الرسومات والموسيقى في الريماستر
جاء الريماستر بتحسينات ملحوظة من الناحية البصرية مقارنة بنسخة الـPS Vita الأصلية: دقة أعلى وأداء أفضل، مع الحفاظ على طابع اللعبة العام. كما أدخلت تطويرًا على التحكم، فصار أكثر سلاسة، إضافةً إلى إضافة طور صعوبة أعلى لمن يرغب في تحديات أقسى. من الجوانب المشجعة أيضًا، إمكانية الدبلجة الإنجليزية التي تتيح فهم الحوارات والقصة بشكل أحسن للاعبين غير الناطقين باليابانية.
من ناحية الموسيقى، حظيت Freedom Wars ببصمة موسيقية فريدة، إذ تمتزج العناصر الإلكترونية بطابع ملحمي يوحي بعالم مستقبلي وخراب شامل. يضيف هذا الخليط طابعًا غريبًا ومثيرًا للأجواء، مع تنوع واضح بين المسارات الحماسية والأنغام الهادئة.
تم تسليم كود اللعبة من قبل الناشر
الإيجابيات
- عالم مستقبلي جذاب: يضعك في أجواء قاسية تغذيها فكرة "الخطيئة" والمجتمع العقابي.
- نظام قتال سريع وحماسي: يجمع بين صيد الوحوش وإنقاذ المدنيين، مع استخدام أداة Thorn الممتعة في الحركة والقتال.
- تحسينات الريماستر: رسومات أفضل، أداء مستقر، ودبلجة إنجليزية تعزز الفهم والتفاعل.
- موسيقى مميزة: تمزج النمط الإلكتروني مع الألحان الروحانية، مما يدعم الخلفية المستقبلية للعبة.
السلبيات
- تكرار في المهمات والخرائط: يُعاد استخدام العديد من الساحات، وبعض المهام قصيرة للغاية مما يولد شعورًا بالروتين.
- قوائم معقدة: قد يضيع اللاعب بين عدة قوائم متفرعة لتسليم موارد أو ترقية الأسلحة.
- قصة لا تُستثمر بالكامل: رغم غنى فكرتها المبدئية، تبقى أقل عمقًا مما كان ممكنًا.
- لا يزال أساسه لعبة صيد: قد لا يناسب من لا يحب النمط التكراري في ألعاب الصيد.
Freedom Wars Remastered تعود بأجواء الخيال العلمي المعاقب لتقدّم تجربة حركة وصيد تجمع بين ميكانيكيات ألعاب الصيد التقليدية واللمسة القصصية الخاصة بها. التحسينات التقنية والدبلجة الإنجليزية إضافة مرحّب بها، كما ينجح العالم القاسي في لفت الانتباه. على الرغم من وجود تكرار بالمهمات وتعقيد زائد في القوائم، تبقى هذه النسخة المحسّنة فرصة سانحة لمحبي الأكشن التعاوني أو من يرغب في اكتشاف عنوان محوري في حقبة الـPS Vita السابقة بحُلّة متجددة،